لولوة




لماذا يبدأ الشخص بالتعريف عن اسمه ؟ مالمشكلة لو بدأ بعمره ثم وظيفته ثم أسترسل بالحديث عما يحبه في هذه الحياة وعما يكره، مايخاف منه ومايريد تجربته.. وأخيراً ينتهي باسمه.  سيبدو من الغريب حقاً أن تستمع (ربما لساعات) لحديث شخص ما دون مناداته، لكنه ليس مجهولاً أبداً فأنت تعرف كل شي عنه بالفعل سوى ذلك الجزء الصغير المكون من عدة حروف ربما لا يتجاوز عددها عدد أصابع يديك اليمنى فقط، كعدد حروف اسمي تماماَ. لا أريد ممارسة غرابتي منذ البداية، لذا سأبدأ بالتعريف عن اسمي.. لولوة، بالتاء المربوطة وليس بالهاء كما فعل سيدٌ ما حين سجل أسمي في أوراقي الرسمية بالهاءحسناً أنا لم أُدرك هذا الخطأ الفادح مبكراً، كل ما أعرفه الآن أني أواجه صعوبة حين يُطلب مني تعبئة بعض الأوراق فقبل وصولي للحرف الأخير من اسمي أردد ( الله يهديك أو يرحمك لو كنت ميت ) هي هكذا..علاقاتنا البشرية، نرتبط بأشخاص نجهل اسمائهم وحتى أشكالهم ! كالسيد الموظف في الأحوال المدنية. سُميت على جدتي لولوة وهذه نقطة تضاف لصالحي ! فأنا الحفيدة المدللة صاحبة الاسم (الرهيب) في العائلة. ولدت في الحادي عشر من شهر أكتوبر في فصل الخريف المطروح من قائمة فصول السنة في الجزيرة العربية، لذا تستطيع القول أني مولودة في الشتاء كما يردد الجميع. أحب القراءة، الموسيقى، الرسم، وكل ما بإستطاعته عزلي مؤقتاً لأعود محملة بأشياء جميلة أستطيع مشاركتها.. 




الطريق الذي يسلكه الشخص من خلال تخصصه أو وظيفته هو النمط الذي يختاره لحياته. والطريق الذي أخترته برُعونة ولم أندم عليه هو الطريق الذي يأوي بداخله إثنان وثلاثين عالماً أبيضاً، صغيراً بنظر الجميع، عميقاً دقيقاً بنظري ونظر كل متخصص في طب الأسنان. قد أبدو كمن ينصت إلى حديثك بإهتمام وفي الواقع أنا غارقة في التفاصيل الدقيقة وحساباتي الهندسية لتقييم ابتسامتك ومدى صحة أسنانك. من يدري ؟ قد ينتهي المطاف أن أطلب يدك أن تكون ضيفي الجديد في كرسي العيادة.. لذا كن متأهباً للأحداث المتتالية التي تلي تعرفي عليك.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق