السبت، 11 فبراير 2017

نحن نتشارك عن طريق عيوبنا ومواطن الضعف لدينا - Get off your but






 



السلامُ عليكم يا أصدقاء .. كيف هي أحوالكم ؟ 

كالعادة دوماً .. أعود للتدوين بعد إنقطاع طويل :(

أعتذر للجميع ، رسائلكم كانت تبهجني و تحفزني للعودة بتدوينة جيدة .. 

تدوينتي اليوم هي مراجعتي البسيطة لكتاب كان و بلا مبالغة صديقاً لي في فترة كنت مبتعدة فيها عن الجميع 


شون ، صديقي العزيز 

كنت استشعر روحه السعيدة بين صفحات كتابه , كان بيننا تواصل فريد و كأننا نتبادل أطراف الحديث وجها لوجه ..

فقط للتوضيح : أحب الإشارة لأسماء الكتب بلغتها الأصلية ، حتى وإن كنت قرأت نسخة مترجمة منها لعدة أسباب .. أهمها المعنى المقصود من الكاتب نفسه أحيانا الترجمة تسلب عمق هذا المعنى.

Get off Your But 
أعتقد أن شون تلاعب بالعنوان بطريقة مميزة ليضفي معنى أخر له .. الترجمة الحرفية لهذه الجملة ( تخلص من لكن )
وهناك أيضاً مصطلح Get off your butt يختلف عن سابقه فقط بحرف زائد في النهاية 
يستخدم هذا المصطلح لتحفيز الشخص على العمل و عدم التسكع وتضييع الوقت .

||

قد قيل أن الإلهام يأتيك حين تحتاجه ، وقد يأتيك على هيئة بشر هم أنفسهم لم يتعمدوا إلهامك شخصياً 
في فترة احتياجي لهذا الإلهام ظهر شون ستيفنسون ممسكاً بزمام هذه المهمة. 


بالرغم من أن كتب تطوير الذات مستهلكة بشكل هائل
و لا تجذبني غالباً .. و عناوينها متشابهة ، و غالباً ماتحتوي على عبارة ( هذا الكتاب قد تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لجريدة نيويورك تايمز )
قراءتي له كانت بمحض الصدفة ، استعرت بعض الكتب من قريبتي منذ مدة وكان من ضمنها.

لهذا يجب أن أوضح هذه النقطة ( شون ستيفنسون ككاتب هو من ألهمني وليس الكتاب بحد ذاته ) خاصة أن الكتاب يشمل مواقف كثيرة يحكيها شون عن نفسه ألهمتني أكثر من الدروس التي يلقيها شون للقارئ



Sean not only survived, but he eventually thrived. However, his early years were extremely challenging. He required constant supervision and special attention, and suffered with his own self-image. 

شون ستيفنسون sean stephenson 
ولد في الخامس من شهر ماي من عام 1979 في مدينة شيكاغو ، يعد من أشهر المعالجين في علم النفس ويعود هذا لشغفه الشديد ليكون متحدثاً محفزاً للناس ، حيث بدأ باستغلال شغفه هذا بعمر السابعة عشر. 
حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية ، ثم بدأ بدراسة برمجة اللغة العصبية وتخصص بالعلاج التنويمي الإيحائي.

 In 1998, after years of struggling with self-doubt and insecurity, Sean had an epiphany. He decided to take charge of his own destiny, and life was never again the same.

يعاني شون من متلازمة لوبشتاين ( مرض تكون العظم الناقص osteogenesis imperfecta ) حيث يكون المصاب بهذه المتلازمة معرض للكسور حتى من أبسط الإصابات قصر القامة ، ليونة المفاصل و ضعف عضلات الجسم, وغيرها الكثير من الأعراض  .

كيف لك أن تتخلص من أعذارك ؟ أن تحول آلامك لوقود تحفيز لك ؟ 
" نحن نتشارك عن طريق عيوبنا ومواطن الضعف لدينا 

كيف لنا أن نتواصل بطريقة فعالة ؟ كانت هذه واحدة من أهم النقاط لتفعيل تواصل ممتاز 
سيد ستيفنسون بدأ بتواصل رائع مع القارئ ، بدأ بذكر قصة حياته مع إعاقته.
وكيف استطاع تحويل كل نقاط الضعف لديه إلى مصدر تحفيزي له في حياته.

كان شون محاطاً بأشخاص رائعين ، لم يفقدوا الأمل به ، كانوا واثقين تماماً بأن هذا الرجل ذو الجسد الصغير الهزيل يملك قدرات لم يمتلكها غيره من قبل.

يمتلك والداه إيماناً جميلاً ، إيماناً يجب أن يمتلكه الجميع تجاه أبنائهم. بداية برفض والدته للتخلص منه بعد إقرار الإطباء لها إن ابنها العزيز لن يعيش بعد ولادته أكثر من شهر ! 
و انتهاءاً بحكمة والده القادرة على تغيير مجرى تفكير جون 

" شون , ركز على ما تستطيع فعله وما تملكه في الحياة , ربما لا تستطيع أن تلعب في اتحاد كرة السلة , لكن إذا استهلكت طاقتك في أن تصبح ثرياً , ستستطيع في يوم من الأيام أن تمتلك فريق السلة !  

خرجت هذه الكلمات من والده كالسحر .. كان شون يشفق على نفسه اثناء مشاهدته فريق كرة السلة في مدرسته ..
تلاشت الشفقة بمجرد سماعه لكلمات والده , أخذ شون يطبق هذه القاعدة , عمل على تطوير نفسه كثيراً 
قرأ العديد من الكتب , تعلم كيف يجذب استماع الناس له حين يبدأ بالحديث .
والأهم من ذلك , تعلم كيف يحب و يحترم ذاته .. كان مؤمناً أن حديث الشخص مع ذاته قد يضعه في مناصب عالية .. أو قد يرمي به بعيداً. 



انتبه لما تقوله عن نفسك ! 
( لقد علمونا أن العصي و الأحجار يمكنها أن تكسر عظامنا , ولكن الكلمات لن تؤذينا . هذا ليس صحيحاً . إلا إذا كنت ممارساً لليوغا ووهبت حياتك لتحرير الذات , ستؤذيك الكلمات بالتأكيد )

الكلمات ممكن أن تشفي , وممكن أن تقتل .. يقول شون ( إذا لم تستطع قول شيء لطيف .. لا تقل شيئاً على الإطلاق )
هذا درس نبوي عظيم عرفناه جميعاً من قبل معرفتنا لجون ستيفنسون 
لكن ! هل كانت نظرتنا للحديث الشريف سطحية أم عميقة بشكل مقبول ؟ 
نلاحظ استخدام حديث رسولنا غالباً بين طرفين .. لا تقل أمراً مزعجاً لأحد .. قل خيراً أو اصمت .. 

ماذا عن ذواتنا ؟ أرواحنا تستحق أن نكون لطيفين مهذبين أثناء حديثنا معها .. متأكدة بأن رسولنا الكريم كان يقصد أن نقول خيراً مع الجميع حتى مع أنفسنا .. 

كن أفضل صديق لنفسك .. لا تسمح لصوتك الداخلي بأن يسيطر عليك .. أنت بحاجة لتربية هذا الصوت 
استبدل الصفات السيئة التي تصف بها نفسك بعد أي موقف أو عمل تنتهي منه بكلمات أكثر لباقة .. تحدث مع ذاتك وكأنك تتحدث مع زميل أو صديق تحترمه كثيراً .

FEAR = False Experiences Appearing Real 

الخوف هو تجارب زائفة تبدو حقيقية

 ماذا لو كانت جميع مخاوفك غير موجودة من الأساس ؟ 
ماذا لو استطعت تبديل هذه المخاوف ؟ مارأيك أن تفكر بأفضل سيناريو ممكن أي يحدث بدلاً من اسوأ سيناريو ؟ 

( إن المعتقد فكرة أقنعت نفسك أنها حقيقية ) .. كانت هذه أخر تغريدة أغرد بها قبل أن انشر هذه التدوينة 
إن واصلت إقناع نفسك بكل فكرة تمر بعقلك .. فسوف تقتنع فيها .. فكن حذراً أثناء التعامل مع هذه الأفكار.



قبل أن تركز .. دعنا نشرح بشكل مختصر عن كيف يعمل تركيزك ؟
يقول سيد ستيفنسون " يستطيع الشخص التركيز على سبعة أشياء في الثانية الواحدة
وضرب لنا مثالاً : اثناء القيادة .. وأنت تشرب القهوة , وتقرأ الخريطة وتسمع الراديو وتتحدث في الهاتف وتتفحص نفسك في المرآة .. يمكنك بسهولة أن تنسى الشيء الأكثر أهمية وهو القيادة .

هكذا سيكون تركيزك في حياتك .. حين تركز على الأحداث السيئة ستكون من ضمن الأشخاص الأكثر بؤساً 
وحين تركز على الأشياء العظيمة .. ستكون من ضمن الأشخاص الأكثر سعادة .

ملاحظة : هذا لا يعني أبداً أنه لا يمكنك أن تشعر بشعور سيء .. لا بأس أن تحزن .. أن تشعر بالأسى .. أو أن تشفق على نفسك. 
لكن .. ضع لنفسك قيوداً .. لا تحبس نفسك في دوامة من المشاعر السلبية .. أعمل على تغييرها دوماً 
ضع مدة زمنية محددة تسمح لنفسك بها أن تشعر بأي شعور يراودها .. مع مرور الوقت ستقل قيمة هذه المشاعر 
وستتقلص مرات احساسك بها .. ستكون غير فعالة في نهاية المطاف .

أنا معارضة جداً لفكرة أن التفاؤل في الحياة يُلزمك أن تكون سعيداً على مدار الساعة 
الإنسان خلقت مشاعرة متضادة متناقضة .. لولا هذا التناقض .. سيكون الإنسان مجرداً من أي شعور
حتى الشعور الجيد منها .. فكيف تستطيع أن تكون سعيداً إن كنت لا تعرف الحزن ؟ كيف لك أن تشعر بالعدل إن لم تعرف الظلم ؟
كيف للخير أن يمتلك اسماً إن لم يكن هناك وجود للشر ؟!

هكذا تعلم شون من السيد والسيدة ستيفنسون .. حين قالا : ( شون .. يمكنك أن تبكي إذا أردت ذلك . لكن ليس مسموحاً لك أن تغرق في دموعك ) لا تخدع نفسك وتخبرها بأنك بخير في وقت تحتاج فيه أن تذرف بعض الدموع .. 

في نهاية هذا الدرس .. يخبرنا شون أمراً مهماً تجاه أنفسنا ( المقارنة تؤدي إلى اليأس ) توقف عن مقارنة نفسك بغيرك 
كن مؤمناً أنك مختلف بطريقة مميزة . . تمتلك شيئاً لا يمتكله غيرك .. تستطيع فعل شي لا يستطيع غيرك فعله.

فقط .. ركّز تركيزك .. و اسعَ لتطوير نفسك من خلال التركيز بكل شيء جيد تملكه.



الاصدقاء .. إن المجموعة المناسبة من الرفاق يمكنها أن تكون أعظم مصدر للقوة لنجاحك وسعادتك. 
شون وضح لي فكرة رائعة ليصف بها السلوك المناسب لاختيار الأصدقاء.

( طاقم المساعدة ) 
  • الآخذين : وهو الميكانيكي المختص بتغيير الإطارات الذي يأتي بتثاقل ليعتذر من السائق ولكنه استخدم الاطارات الجديدة لسيارته .
  • المستنزفين : الشخص المسؤول عن تزويد السيارة بالوقود , ويحدث فيها ثقباً ليتسبب في تسريب الوقود . 
  • المدمرين : الشخص الذي يحمل مفتاح الربط في تحطيم المحرك .. وهو يضحك كالمجنون .
مع وجود هذا الطاقم .. لن يستطيع السائق الفوز بالسباق ! إلا إن قام باختيار الطاقم الصحيح بالطبع . 

تجنب الآخذين من الأصدقاء .. الصديق الذي يستغلك بأنانية .. غير مراعين لك غير مهتمين بما تشعر وبما تريد .. دعهم يذهبون قبل أن يأخذوا اشياء أكثر قيمة لك ! 

المستنزفين .. أصحاب الطاقة السلبية .. الذين يستنزفون كل طاقة ايجابية داخلك الذين يحولون أي حلم لك لكابوس .. أي وجبة هنيئة إلى سم .. أي ألم بسيط إلى معضلة لا يمكن علاجها.
ابتعد عن مصاصي الطاقة و الوقت .. مهما كنت قوياً سيستنزفون قوتك منك.

المدمرين .. هذه الفئة .. لا هدف لهم في الحياة سوى تدمير الآخرين .. سيدمرون علاقتك بالآخرين .. يفشون سرك 
يتحدثون بالسوء عنك .. يكنون الكره و الغضب .. فهم يفعلون كل ذلك بلا وعي .. 

هذا الطاقم .. لا تشعر بالآسف تجاههم ولا تعتقد أبداً أنك تستطيع تغييرهم لا تلزم نفسك بهم 
لا تطلب منهم المساعدة .. ابق بعيداً عنهم وحسب .. فهم لم يطلبوا منك المساعدة لتغييرهم حتى تجزم أنت بذلك

شخصياً .. أنا انسانة اجتماعية , صداقاتي كثيرة .. لكن أشخاص معنيون فقط استطيع تسميتهم بـ ( أصدقائي الحقيقيون )
هناك علاقة طردية بين ابتعادي عن بعض الأشخاص وبين تحقيق إنجازاتي في الحياة 
كلما زاد ابتعادي عن الأمور السخيفة و الأشخاص المستنزفين .. كلما زاد شغفي للحياة و زاد تحقيقي للإنجازات 

وأمر مهم .. لم يذكره شون , لكن سأضيف هذه النقطة كنصيحة صغيرة 
صديقك سيعتبرك من أولوياته .. لن يفضل غيرك عليك , لن يظهر أمامك متنكراً بقناع النفاق و خلفك يسرد ماضيك السيء و عيوبك التي لم تكن تريد يوماً أن تبوح بها .. صديقك لن يُقدم على فعل قد يجلب لك الحرج و الحزن .. صديقك سيخبرك بكل خطوه يُقدم عليها إن كنت شريكه في مهمة ما.

كن حريصاً و دقيقاً في اختيار صديقك .. أو اجعل علاقاتك سطحية تماماً 




Sean went on to become a highly renowned motivational speaker. Over the past 20 years, his inspiring message has reached millions of people looking to end self-sabotage.

صديقي العزيز شون ختم كتابه بنصيحة وداع جميلة .. 


( حوّل المعرفة التي في هذا الكتاب إلى تطبيق عملي .. اخرج و احصل على النتائج التي طالما فكرت وتحدثت عن أنك تريدها . أضهر للعالم أنك تفعل الشيء الأشجع والأذكى والأكثر إنتاجاً والذي يستطيع أي شخص فعله .. التخلص من لكن واتخاذ موقف في حياتك ! ) 

فالتعليم لا يحدث حتى يتغير السلوك .. 
استخدم هذه النصيحة مع كل شي .. العلم والمعرفة التي تتلاقها .. اعمل بها .. هكذا يكون التعليم . 


في النهاية .. اصدقائي ..
إن كنتم قد قرأتهم كتاب ( تخلص من ولكن ) شاركوني آرائكم 
شاركوني أسماء كتبكم المفضلة , نستطيع معاً صنع مكتبة متكاملة من الكتب الملهمة التي قد تغير مجرى حياة أي شخص يقرأها بشغف . 

تعليقاتكم تسعدني .. التعليق لا يتطلب منكم التسجيل في Blogger 
اجد الكثير من التعليقات في تويتر و الآسك .. ستسعدني أكثر لو طُرحت هنا 


شكراً 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق