الاثنين، 30 مايو 2016

خطورة الإنسان - الكائن الذي يدمرك دون لمسك



30180361




بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم جميعاً .. 

وكالعادة أعود بعد انقطاع طويل جداً ! هذه المرة دام لستة اشهر تقريباً ..  
في الحقيقة , عودتي للمدونة جاءت بعد عودتي للحياة :) ! 
كنت غارقة في محيط الجامعة و استندت قارب النجاة اخيراً ^^" 

عموماً تدوينتي هذه المرة بعكس السابق 
لن أطرح كتاباً أعجبت به .. بل سأطرح كتاباً مللت انتقاده !
بالرغم من انتقادي لبعض الكتب .. انتقاداً بسيطاً ربما لبعض الافكار فقط 
وتأييدي لبقية الأفكار .

 لكن هذه المرة لم أجد شيئاً يشفع للكتاب وللـ( كاتب ) 
أن  يكونوا محط إعجاب ! ...  لا شيء !! 



كتاب ( خطورة الإنسان .. للكاتب  : حمودة إسماعيلي ) .
كانت نيتي البحث عن بعض المعلومات عن حمودة اسماعيلي قبل كتابة هذه التدوينة 
لكن للأسف , لم أجد سوى مقالاته وتدويناته.

لكن بعد قراءة كتابه وقراءة بعض تدويناته , أجد أن حمودة اسماعيلي 
شاب مدون و كاتب لبعض الكتب المتعلقة بالعلوم الإنسانية. 
متجرد ( حسب رأيي ) من أي حزب سياسي أو ديني 
يدعي أنه حر التفكير , يكره ( حسب رأيي أيضاً ) إنتمائه للبشرية المنافية لمعتقداته.
ينتقد معظم المجالات , ماعدا المجال الذي يفضله من نظريات علمية وغيرها.

|| || || 

 كتاب خطورة الإنسان 
اخترته للأسف بعشوائية تامة , خدعت بملخص الكتاب في الغلاف الخلفي 
اعتقدت أني سأجني بعض المعلومات المفيدة خاصة بما يتعلق بالمصطلحات الخاصة 
بوصف الإنسان حسب تصرفاته مثل : 
المجنون , السايكوباثي , الباراسايكولوجي ,المتطرفين .. وغيرهم 

|| || || 

يتحدث حمودة في البدداية عن مفهوم الإنسان ويستعين ببعض الإقتباسات 
بداية بمفهوم الإنسان حسب موسوعة ويكيبيديا :
" يمتلك الإنسان دماغاً عالي التطور قادراً على التفكير المجرد واستخدام اللغة و النطق و التفكير الداخلي الذاتي و إعطاء الحلول للمشكلات التي يواجهها

انتقد الكاتب  بشدة هذا التعريف و وصف اصحابه ( بالأغبياء ) 
لماذا ؟ لأنهم اضافوا ( إعطاء حلول للمشكلات ) في تعريفهم 

فيقول حمودة أن الإنسان هو الكائن الذي يسعى لخلق المشكلات .. وليس حلها !

لا أعلم إذا كان هذا تنقيص من قدرة الإنسان
أم أن حمودة لديه فكرة لم يستطع ( كالعادة ) إيصالها بوضوح ..!! 

نعم , لا نختلف أن الإنسان صاحب معظم المشكلات و الحروب في العالم 
لكن التنقيص من قدرته في حل المشكلات ليس وصفاً مناسباً ! 

فليس كل مشكلة سببها الإنسان , و ليس كل ما يصنعه الإنسان هو المشاكل 
كيف تم التعامل مع المشاكل الطبيعية
من براكين و زلازل و تسونامي و حرائق الغابات ؟ 

كلها مشاكل طبيعية , سعى الإنسان لإيجاد حلولٍ لها ! 
ألا يستحق هذا المخلوق العظيم التعريف السابق ؟؟؟ 
من وجهة رأيي أرى أن وصف ( الغباء ) ينطبق وبدون أي تردد على تعريف الكاتب 
وعلى اقتباساته التي لا تدعم بشكل سليم فكرته ! 

|| || || 

و انتقالاً لما بعد مفهوم الإنسان , يتحدث عن السايكوباثيين 
أو أصحاب الروح المعذبة .. أو المجانين المدركين لجنونهم 

" السايكوباثي يحاول أن يغير الواقع الحقيقي ليلائم عقله "

 
" إننا سايكوباثيون بطريقة أو بأخرى , إننا نغضب . ننزعج , نكره ونفكر في إيذاء من نكرههم لكننا لن نقوم بتدمير العالم إذا توفرت لأحدنا الفرصة أو القدرة على ذلك

الاقتباس الاول , ينطبق على الكاتب وبشدة , فهو منفعل في كتابه بطريقة غير سليمة وليست مدعمة بالأدلة الصحيحة .
فهل يرى حمودة اسماعيلي نفسه سايكوباثي يسعى لأن يخلق عالم يلائم عقله من خلال كتبه وتدويناته ؟ 


|| || || 

أكثر ما أثار تعجبي من الكاتب هو انتقاده لمعظم مجالات الحياة الترفيهية و الأدبية و السياسية و غيرها .. 

فيصف مشجعوا الرياضة ومعجبي فرق الروك بالمجانين 
بل ويصف المعجبون لأدب نجيب محفوظ بالـ ( العباد )
ويصف نجيب محفوظ بالوثن الموضوع للعبادة !! 

فيقول حمودة ناقداً كل من يبرز في العالم العربي
في المجال الأدبي و السياسي وغيره : 

" وهذا ما جعل المجتمع العربي لا يشعر بما تشعر به دول كالولايات المتجدة أو بريطانيا أو المانيا , سواء أشرنا لجائزة نوبل أو الجوائز الأولمبية أو أي إنتاج فني أو اقتصادي فلا يفعلون ما يفعله المجتمع الأدنى عندما يبزغ قليل من ضوء الإبداع عند أحد أفراده فلا يتوقف عن الثرثرة بعدما انفكت عقدة لسانه مؤقتاً !

يقصد هنا بالمجتمع الأدنى : المجتمع العربي ! 
حمودة في أي كوكب تعيش ؟؟؟ مجتمع لا يتوقف عن الثرثرة ؟؟ 
لا عجب , فشخص يعتقد بأنه كاتب , متأثراً بالثقافة الغربية , يكره المجتمع العربي 
سيكون أمراً بديهياً أن يدفع كل عيوب المجتمع الغربي و يركز الضوء على عيوب مجتمعه ليكون واضحاً للجميع ! 

بغض النظر عن تقديس المجتمع لأي شخص بارز في المجال الرياضي او الأدبي او غيره 
من الظلم و البجاحة أن نجعل فعل التقديس مقتصر فقط على المجتمع العربي 

ففي المجتمعات الغربية ( أو العلياء كما يقول ) التقديس يتخطى تقديس الشخص نفسه 
اصبح تقديسهم حتى للشخصيات الخيالية ! 


ولعل أبرز مثال هو الكاتب أرثر دويل , قُدس الكاتب و قُدست شخصيته الشهيرة شارلوك هولمز 
حتى منحه إدوارد السابع لقب الفارس 
و كٌرم بعد وفاته بتمثال له .. و لشخصيته الخيالية شارلوك 


أم نتحدث عن خلافات فرنسا و أيطاليا من أجل لوحة الموناليزا ؟
بعد سرقتها من متحف اللوفر بواسطة فينتشنزو بيروجي الذي حكم عليه بالسجن 
بعد المفاوضات الدبلوماسية التي دارت بين فرنسا و ايطاليا
أوليس اللجوء الدبلوماسي من أجل لوحة يعتبر تقديساً صريحاً ؟  

|| || || 

أنا هنا لا أسعى للتنقيص من أي مجال فني أدبي أو رياضي 
بل أثبت لحمودة اسماعيلي أن المجتمعات باختلافاتها تتفق على نفس النمط 
في تقديس أي شخصية بارزة . 

و لم أطرح سوى مثالين بسيطين قديمين .. لم أتطرق لأي مثال حديث
لمدى شناعة تقديس المجتمع الغربي لنجومهم و مغنيهم و غيرهم تقديساً يجلب الإشمئزاز فعلاً ! 

فلماذا هذا التنقيص لمجتمع تنتمي إليه و تجنب عيوب مجتمع خدعت بكماليته ؟ 


|| || ||

في النهاية , النقد هنا لفكر الكاتب وليس للكاتب نفسه 
فإن كانت له نيةً في اصدار كتاب جديد 
أرجوا أن يكون مدعم بأدلة تدعم أفكاره , و اقتباسات لا تجلب الحيرة 
و صياغة لغوية جيدة و مركبة تركيب صحيح تظهر اللغة العربية بشكل سليم 

|| || ||

  • إن كنت قد قرأت كتاب خطورة الإنسان او أي كتاب لحمودة اسماعيلي شاركني برأيك .. 
  • * إن كان لديك أي اقتراح لأي كتاب ليكون موضوع تدوينتي القادمة فيسعدني ذلك 



شكراً لكم 

هناك تعليقان (2):

  1. سعيدة جداً بعودتك .. دايماً كنت انتظرك ..
    لو تكتبين عن مثلا كم كتاب بشكل مختصر افادتك عشان نقراهاا بالاجازة ..
    وهالكتب اثرت فيك من ناحيه الفكر والثقافه :)..
    اتمنى ما توقفين وسبحان الله جد مره احبك مع اني ما اعرفك ودايم استنى تدوينتك ..

    ردحذف
    الردود
    1. أهلاً لينه 💕
      سعيدة بمتابعاتك لي ❤️
      بإذن الله راح انزل تدوينة لبعض الكتب وتقرير مختصر لكل كتاب 🌸

      حذف